علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 321 - الجزء 1

  عباس وابن عمر ¤، وكذا معاوية وعبدالله بن عمرو بن العاص! وقد روى هؤلاء عن مثل كعب وابن سلام، وصيَّرت بعض مروياتهم أحاديث إلى النبي ÷ بعد ذلك! أي رفعها بعض الرواة عنهم، ولم يُمَيَزوا بين ما رووه عن النبي ÷ وبين ما رووه عن مثل كعب والكتب القديمة!.

  ففي «سير أعلام النبلاء» (٦٠٦/ ٢)، والبداية والنهاية (١٠٩/ ٨) عن بسر بن سعيد: (وهو من كبار التابعين ومن رجال الستة) قال: «اتقوا الله، وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدّث عن رسول الله ÷، ويحدِّثنا عن كعب، ثمّ يقوم، فأسمع بعض مَنْ كان معنا يجعل حديث رسول الله ÷ عن كعب، ويجعل حديث كعب عن رسول الله ÷» (أفادني هذا النقل صديقنا الأستاذ أبو ياسر أمين نايف ذياب).

  والظاهر أنّ أولئك الصحابة ما كانوا يعتقدون صحة ما رووه عن أولئك، ويظهر أيضاً أنهم ذكروا تلك الأقوال عنهم ليعلم أصحابهم أنها من الأفكار اليهودية التي شاعت وذاعت في ذلك العصر، بواسطة الدولة الأموية التي فتحت الأبواب على مصاريعها لرواية الأخبار الإسرائيلية، بل تبنى بعض الخلفاء بعض تلك الأفكار⁣(⁣١)، وقد اعترف بذلك المتمسلفون في عصرنا هذا، ومن ذلك ما قاله رضاء الله المباركفوري في مقدّمة تحقيقه لكتاب العظمة، لأبي الشيخ الأصبهاني (١٤٠/ ١) حيث صرّح بذلك فقال: «وتسرّبُ


(١) كما سيأتي في التعليق على عنوان (ذكر ما اتصل بنا عن التابعين في مسألة العلو) بعد النص رقم (٢٧٩) في كتاب «العلو».