علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 322 - الجزء 1

  الإسرائيليات إلى المسلمين ومبدأ دخولها في علومهم أمر يرجع تاريخه إلى عهد الصحابة، وذلك لأنّ القرأن يتفق مع التوراة والإنجيل في ذكر بعض المسائل والحوادث التاريخية وإن كان بينه وبين التوراة والإنجيل فرق كبير، وهو الإيجاز الذي يتميّز به القرآن ويجعله معجزة، والإطناب والتفصيل اللذان يتصف بهما التوراة والإنجيل، إضافة إلى تحريفهما وتغييرهما كما نصَّ القرآن على ذلك».

  وأقرَّ بهذا الإحتمال الألباني المتناقض! حيث قال أثناء تخريجه حديث في سنة ابن أبي عاصم ص ٢٤٩ حديث (٥٦٨): «إسناده ضعيف، والمتن منكر كأنه من وضع اليهود»، وهذا اعتراف صريح بأن الفكر الإسرائيلي أو اليهودي له يد في وضع بعض الأحاديث التي تنبثق فيما بعد عنها الأفكار والمفاهيم!. وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣٦١/٢) بإسناد جيد أنه قيل للحسن البصري: قد كان يُكره أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى؟ فقال: ما أخذوا ذلك إلا عن اليهود.

  وأما سيدنا سلمان رضي الله تعالى عنه، فكان يقرأ في الكتب القديمة كتب أهل الكتاب قبل إسلامه، وأما بعد إسلامه فلم يقرأ شيئاً من ذلك، كما ظهر لنا بالتتبع، وقد حاول مروّجو الفكر الإسرائيلي أن يضعوا بعض ذلك على لسان أمثال سيدنا عبدالله بن مسعود وأبي موسى وأبي مالك الأشعري ومعاذ بن جبل!.

  وأما عبدالله بن عمرو بن العاص خاصة، فلم يقتصر على ما سمعه من مثل كعب أو ابن سلام، بل كان عنده حمل زاملتين (أي ناقتين) كما تقدَّم من كتب اهل الكتاب جاء بهما من بلاد الشام، لمَّا رجعوا من معركة