علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 330 - الجزء 1

  يجوز لكل من كان أهلاً أن ينقد غير ما نُقِدَ سابقاً، والدليل والبرهان هو محور النظر والبحث دائماً⁣(⁣١).

  ٢ - وقد صنّف شيخنا المحدّث المفيد سيدي عبدالله بن الصديق أعلى الله درجته كتاباً سمَّاه: «الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة المردودة» أورد فيه عدة أحاديث من أحاديث الصحيحين اعتبرها شاذة مردودة، ومعنى


(١) فإن قال قائل متعصّب لرأيه أو لقول مقلّده: هذا هو رأي الغماريين أشياخك، وقد خالفهم من هو أعلم منهم كابن الصلاح وفلان وفلان! قلنا له: دع عنك هذا الخرط، لأنه باطل من وجوه كثيرة أذكر لك الآن منها وجهين، مع أنه قد ظهر وانتشر اليوم في العالم بأسره فساد هذا التعصب الذي لا معنى له للصحيحين، وإنزالهما في بيت العصمة وهو كلام خطيرجداً، فيه ادعاء التنزه من الخطأ والعصمة لغير كتاب الله تعالى الذي أنزله إلينا! وإليك الوجهين: الأول: أنّ هناك من هو أعلم في نظرك من السادة الغمارية ومن ابن الصلاح، وقد طعن في البخاري وترك حديثه، ومنهم أبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي وابنة صاحب الجرح والتعديل واحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي، وهم أعلم من ابن الصلاح أيها الألمعي بكرات ومرات! أم أنك لا تزال معانداً ومصرّاً على أنّ ابن الصلاح أعلم منهم بالحديث؟! انظر الجرح والتعديل (١٩١/ ٧) ترجمة البخاري ¦، ثمّ لا أُسلِّم بأنَّ ابن الصلاح اعلم من الغماريين بعلم الحديث البتة! والوجه الثاني: أنَّا نقول بل الإجماع منعقد على أنَّه ليس كل ما في الصحيحين صحيح، ولا أدلّ على ذلك من الشروح التي ألّفها الأئمة والعلماء عليهما وفيها نقد لبعض الأحاديث المروية فيهما، وسيمر الآن بعد ذكر أقوال السادة الغماريين في ذلك أقوال علماء من أهل الشأن في هذه الصناعة تثبت ذلك! على أنّ من ادّعى العصمة لهما استثنى الأحاديث المتقدمة! وهو بذلك لا يرى نفسه أهلاً للنقد والتصحيح والتضعيف! ودعوى الإجماع على صحة ما فيهما باطلة، بل هي من أبطل الباطل! وما استطاع الحافظ في «النكت»، إلا أن يجلب مثل قول الغزالي و الاسفراييني وعبد القاهر البغدادي، وأمثال هؤلاء ممن لا يعتبرهم أهل العلم من الحفاظ الذين يجوز لهم التصدي لمثل هذه الأمور!. ومسألة إفادة العلم بالخبر المحتف بالقرائن من الخرافات حقاً! لأنَّ ما يعده جماعة من الناس قرائن يكون خرافة عند آخرين، وليس قرائن محتفة، بل خيالات متوهمة! والنية منعقدة بإذنه تعالى على تصنيف كتاب للجواب على ما جاء في مقدمة ابن الصلاح والنكت المؤلفة عليه في هذه المسألة!.