علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

أنواع الرواة في عصر الصحابة:

صفحة 6 - الجزء 1

  وفي رواية: (نصر الله امرءاً سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه إلى غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)⁣(⁣١).

  وحذر رسول الله ÷ من الحديث عنه ما لم يقله أو يقصده، فقال: (أيها الناس إياكم وكثرة الحديث، من قال عني فلا يقول إلا حقاً وصدقاً، ومن قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)⁣(⁣٢).

  ففطن البعض لما حذر منه ÷، ولم يفطن البعض الآخر، فحدث بالوهم وعمل بالشبه والظن.

أنواع الرواة في عصر الصحابة:

  وقد صور أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # الحالة التي كان عليها الرواة في عصر الصحابة فقال: (إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسحاً ومنسوخاً، وعاماً وخاصًا، وحكماً ومتشابهًا، وحفظاً ووهماً ولقد كذب على رسول الله ÷ على عهده حتى قام خطيبا فقال: (من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)⁣(⁣٣). وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس:

  ١ - (المنافقون): رجل منافق، مظهر للإيمان، متصنع بالإسلام، لايتأثم⁣(⁣٤)، ولا يتحرج، يكذب على رسول الله ÷ متعمداً، فلوعلم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه، ولم يصدقوا قوله،


(١) رواه الإمام أبو طالب # في أماليه: ١١٧.

(٢) رواه الإمام أبو طالب # في أماليه: ١١٧.

(٣) سيأتي تخريجه.

(٤) أي لا يخاف الإثم.