علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

أنواع الرواة في عصر الصحابة:

صفحة 7 - الجزء 1

  ولكنهم قالوا: صاحب رسول الله ÷ رآه وسمع منه ولقف عنه، فيأخذوا بقوله، وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك. ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والبهتان⁣(⁣١)، فولوهم الأعمال، وجعلوهم حكاماً على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك إلا من عصم الله فهذا أحد الأربعة.

  ٢ - (الخاطئون): ورجل سمع من رسول الله ÷ شيئا لم يحفظه على وجهه، فوهم فيه، ولم يتعمد كذباً، فهو في يديه، ويرويه ويعمل به، ويقول: أنا سمعته من رسول الله ÷ فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوه منه، ولو علم هو أنه كذلك لرفضه.

  ٣ - (أهل الشبهه): ورجل ثالث سمع من رسول الله ÷ شيئا يأمر به ثم إنه نهى عنه وهو لا يعلم، فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، فلو علم إنه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه إنه منسوخ لرفضوه.

  ٤ - (الحافظون الصادقون): وآخر رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله، مبغض للكذب خوفاً من الله، وتعظيماً لرسول الله ÷، ولم يهم⁣(⁣٢)، بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه فهو حفظ الناسخ فعمل به وحفظ المنسوخ فجنب عنه، وعرف الخاص والعام والمحكم والمتشابه فوضع كل شيء موضعه.


(١) سيأتي أمثلة على ذلك في الباب الثاني.

(٢) لم يخطئ ولم يظن خلال الواقع.