الفصل الثالث خبر الآحاد من حيث القوة والضعف
  في هذا عن رسول الله ÷ أخبار عن طريق أهل البيت $.
  إلى قوله: وقد روي أن رسول الله ÷ أمر أن يعرض ماجآء من الحديث على القرآن فما وافق القرآن من ذلك قبل، وما خالفه ترك، وقد بين ذلك بحديث آخر قال رسول الله ÷: وما لرسول الله أن يقول ما يخالف القرآن وبالقرآن هداه الله ... إلى قوله: وروي أيضا عن ÷ أنه قال: (إذا جاءكم الحديث تقشعر منه جلودكم، وتشمئز منه قلوبكم، وترونه منكم بعيداً فأنا أبعدكم عنه فردوه، فلا أقول المنكر وليس مني وإذا جاءكم الحديث عني تلين له جلود كم وقلوبكم وأشعاركم وأبشاركم، و ترونه منكم قريباً فأنا أقربكم منه فاقبلوه عني)(١) وتفسير هذا نقبل ما شهد القرآن بصحته، وما شهد بصحته الثابت من السنن، وما وافق أصول الدين)(٢).
  وقال القاضي العلامة أحمد بن سعد الدين المسوري(٣): فليت شعري
(١) روى هذا الحديث أحمد في مسنده: ٤٢٥/ ١ وابن حبان: ٢٦٤/ ١ وابن سعد في الطبقات ٣٨٧/ ١.
(٢) الرسالة المنقذة: ٦٤.
(٣) القاضي العلامة حواري آل محمد احمد بن سعد الدين بن الحسين بن محمد المسوري، والده أحد كبار العلماء ورجال الدولة القاسمية. ولد سنة ١٠٠٧ هـ في بلاد الشرف من محافظة حجه. أخذ عن الإمام القاسم بن محمد، وأخذ عن عمه علي بن الحسين المسوري، حين بلغ مبلغاً من العلم، وتصدر للتدريس، وتتلمذ على يديه نوابغ طلبة العلم، منهم أبناء الإمام القاسم بن محمد بما فيهم المؤيد، والمتوكل، وكذلك المؤرخ احمد بن صالح بن أبي الرجال، وله مؤلفات منها: (تنوير البصيرة بتحقيق أنقى سيرة)، (البرهان المبين من كتب الأئمة الهادين)،