الفصل الثالث خبر الآحاد من حيث القوة والضعف
  أي الحديث أقرب إلى أن تلين له القلوب، وترى أنه قريب؟ أو تنكره وتري أنه بعيد؟ أحديث من جعل كتاب الله أصله وحكم - كما أمر الله، فيما يجوز على الله ورسوله، وفيما لا يجوز - عقله؟ أم حديث من روي: تحاج موسى وآدم(١)، وحديث (اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة)(٢).
  الذي قال فيه الذهبي في النبلاء(٣) لما ذكر قول النسائي لما سئل عن فضآئل معاوية: أي شئ أخرج؟ حديث (اللهم لا تشبع بطنه)(٤) فسكت السائل، فقال الذهبي: فقلت لعل أن هذه منقبة لمعاوية؛ لقوله ÷: (اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة) اهـ.
  قلت: قاتل الله من يفتري على الله، وعلى رسوله ÷ مالم يقلْ كيف يقول ÷: (من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة) وهو ÷ شهيد للناس وعليهم، فمن لعنه فهو ملعون، ومن زكّاه فهو مزگي وإلا فما معنى قول الله ø: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم: ٣ - ٤]. ومعنى قوله في حديث الغدير: (اللهم وال من والاه، وعاد من
(مجموع في الأسانيد)، (تحفة الأبرار من أخبار العترة الأطهار)، وله (ديوان شعري). توفي ¦ في سنة ١٠٧٩ هـ.
(١) انظر البخاري (٢٤٣٩/ ٦ رقم ٦٢٤٠.القدر) وانظر كتاب السنة النبوية للشيخ الغزالي ص ٣٤.
(٢) مسلم (٢٠٠٨/ ٤ - ٢٠٠٩، كتاب البر والصلة والآداب).
(٣) سير أعلام النبلاء (١٢٩/ ١٤ - ١٣٠).
(٤) أخرجه مسلم (٢٠١٠/ ٤ برقم ٢٦٠ عن ابن عباس)