الفصل الثالث خبر الآحاد من حيث القوة والضعف
  عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)(١).
  وليت شعري ما يقول الذهبي ونحوه في قول الله ø: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ١٦١}[البقرة: ١٦١]، وقوله ø: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}[المائدة: ٧٨]. أكانت هذه اللعنة زكاة لهم ورحمة لما كانت من الله وعلى ألسنة الملائكة والأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟! أم عذابا ونقمة؟! انظر أيها الناظر، وتفكر أيها المتفكر كيف حملوا النقص على الله وعلى رسوله؛ لينزهوا معاوية بن أبي سفيان وأشباهه.
  وحديث: من يغري عباد الله بالمعاصي براويته عن النبي ÷: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم آخرين يذنبون ...) الخبر(٢) وهو يسمع كتاب الله بخلاف ذلك في قوله ø: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ٣٨}[محمد: ٣٨] وقوله في صدر سورة هود #: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ٣}[هود: ٣] وقوله فيها في قصة هود: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}[هود: ٥٢] إلى قوله: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ}[هود: ٥٧]، وقوله في سورة
(١) هذا الحديث من الأحاديث المتواترة وسيأتي تخريجه.
(٢) رواه مسلم (٢١٠٦/ ٤ برقم ٢٧٤٩) والترمذي (٥٨٠/ ٤ برقم ٢٥٢٦)، وابن حنبل في مسنده (٦٢٠/ ١ برقم ٢٦٢٣) بألفاظ مختلفه عن أبي هريرة وابن عباس.