قاعدة عرض الأحاديث على كتاب الله تعالى
  الحديث للقرآن فإذا خالفه طرح بالمرة وهذا مسلك عظيم وقاعدة قوية، يجب العمل بها ويجب أن تحاكم إليها جميع الصحاح.
  ولم تأت هذه القاعدة من فراغ، بل إن الرسول الأكرم ÷ أكد عليها فقال: (سيكذب عليَّ كما كذب على الأنبياء من قبلي فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فهو مني وأنا قلته، وما خالفه فليس مني ولم أقله)(١)، فاستند إليه أهل البيت $ وعملوا على تطبيقه، وقد تنبهت له عائشة فعندما سمعت عمر بن الخطاب وابنه عبدالله يحدثان بحديث: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله) أنكرته وحلفت أن رسول الله ÷ لم يقله وقالت بياناً لرفضها إياه أين منكم قول الله سبحانه: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: ١٦٤].
  يقول الشيخ محمد الغزالي حول رد عائشة للحديث: (انها ترد ما يخالف القرآن بجرأة وثقة، ومع ذلك فإن هذا الحديث المرفوض من عائشة مايزال مثبتاً في الصحاح بل إن (ابن سعد) في طبقاته الكبرى كررها في بضعة أسانيد! ... وعندي أن ذلك المسلك الذي سلكته أم المؤمنين أساس لمحاكمة
(١) حديث العرض من الأحاديث الصحيحة عند أهل البيت $ أخرجه الإمام زيد بن علي # في الرسالة المدنية، ورواه الإمام الهادي إلى الحق في كتاب شرح معاني السنة، وأورده الإمام القاسم بن محمد في كتاب الاعتصام (٢١/ ١) وهو بلفظ مقارب في أول تفسيرالبرهان لأبي الفتح الديلمي وهو في كنز العمال (١٧٦/ ١ - ١٧٥، ونحوه في ١٦٠،) وذكر أنه أخرجه أبو نصر السجزي في الإبانة ورواه الطبراني في الكبر (٩٦/ ٢)، ومجمع الزوائد (١٧/ ١)، وفي الجامع الصغير للسيوطي (٧٤/ ١). للمزيد حول الإشكالات راجع كتاب (مجمع الفوائد) للسيد العلامة الولي مجد الدين المؤيدي وكتاب (تحرير الأفكار) للسيد العلامة بدر الدين الحوثي حفظه الله ٤٣٢ - ٤٣٨.