الفصل الثالث خبر الآحاد من حيث القوة والضعف
  الصحاح إلى نصوص الكتاب الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)(١).
  نعم والله إنه الأساس المتين والميزان العدل والمفتش الصادق والقول الفصل الذي لا تناقض فيه ولا اختلاف فيه ولا التواء ولا إضطراب قال الإمام القاسم بن محمد # في معرض حديث عن ثبوت صدق الحديث (وناهيك أن يكون كتاب الله أعزه الله تعالى، كأصول الخطابي والذهبي، أو كحكم شيخ حكم بصحة الحديث، أو عدمها مع أن المعلوم عدم عصمة ذلك الشيخ في حكمه، ومع عدم صحة ما حكم في نفس الأمر، وهم يوجبون رد ما يخالف أصولهم وما خالف ما حكم به شيخ من مشائخهم وهل هذا إلاّ الضلال؟)(٢).
  ونتيجة لعدم أخذ المحدثين والحفاظ بقاعدة العرض وقعوا في إشكالات كثيرة، وتلونات عديدة، لم تغن عنهم مصطلحاتهم منها شيئا، بل أنهم لو أخذوا بهذه القاعدة لما احتاجوا لبعض تلك المصطلحات ولترتب عليها قلة الأحاديث الموضوعة، وقد حاول بعض المشككين من الحشوية التشكيك فيه وقالوا: إن حديث العرض يحتاج إلى عرض ولم ينتبهوا إلى قول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}[البقرة: ٢١٣] ومن جملة المختلف فيه الروايات المخالفة للقرآن حيث يقبلها قوم ويردها آخرون فالعرض على كتاب الله هو الذي يكشف عن صحتها وقد عملت
(١) السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث: ١٦ - ١٧ - ١٨.
(٢) الإعتصام: ٢٤/ ١.