الفصل الثالث خبر الآحاد من حيث القوة والضعف
  ذلك عائشة في حديث (إن الميت ليعذب ببكاء أهله).
  وأما ما أوردوه من الشبه الأخرى حول حديث العرض، فإنا نوردها والجواب عليها من خلال كلام السيد العلامة المجتهد مجدالدين المؤيدي قال أيده الله تعالى ناقلاً كلام الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي(١) المتوفى سنة ١٣١٩ هـ -، ومعلقاً عليه: (أما حديث العرض فقد رواه أئمتنا $ الجلة منهم، وصححوه واستشهدوا على صحته بما أفاده متنه، لأنه قال: (سيكذب علي من بعدي كما كذب على الأنبياء من قبلي)، وروى خبر العرض السابق إلى أن قال: قالوا: فلا يخلوا إما أن يكون صحيحاً أو لا، فإن كان الأول فهو المطلوب، وإن كان الثاني لزم منه صحته، لأنه قد كذب على رسول الله ÷.
  وأما كيفية العمل به فالمعنى الصحيح الظاهر فيه هو أن الكتاب والسنة لا يتخالفان، فإن تخالفا ردت السنة إليه، لأنه الثقل الأكبر، ولأن السنة بيان له وإن خالفت السنة الآحادية الكتاب من كل وجه ردت، وحكم بأن الحديث مكذوب أي موضوع.
(١) الإمام المهدي لدين الله أبو القاسم محمد بن القاسم بن محمد الحوثي الحسيني، أحد أئمة الزيدية المتأخرين، دعا سنة ١٢٩٨ هـ، وله عدة مؤلفات منها: الموعظة الحسنة، و البدور المضيئة جواب الأسئلة الضحيانية، ممن أخذ عليه الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين، والسيد العلامة أحمد بن يحيى العجري، والسيد محمد بن الإمام المحسن بن أحمد، والسيد السلامة أحمد بن قاسم حميد الدين، والقاضي محمد بن حسين الشوكاني، والقاضي أحمد بن يوسف العنسي، وغيرهم كثير، توفي # سنة ١٣١٩ هـ. ومشهده بهجرته المباركة في جبل برط، وكان قد انتقل إليه، وكانت أوطانه صنعاء، والسر، وحوث، وقد وضع حفيده السيد العلامة الولي القاسم بن احمد المهدي حفظه الله تعالى بوضع ترجمة شاملة له ضمّنها أنساب آل المهدي.