علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

السقط الخفي:

صفحة 84 - الجزء 1

  أقسامه: ينقسم التدليس إلى قسمين هما تدليس الإسناد، وتدليس الشيوخ.

  أ - تدليس الإسناد: هو أن يروي الراوي عمن قد سمع منه مالم يسمع منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه.

  مثل أن يروي الراوي عن شيخ سمع منه بعض الأحاديث لكن الحديث الذي دلسه لم يسمعه منه بل سمعه من شيخ آخر عنه فيسقط ذلك الشيخ ويرويه عنه بلفظ محتمل للسماع كقال أو عن ليوهم أنه قد سمعه منه.

  أما لو قال (سمعت) أو (حدثني) فإنه يصير كذاباً حيث لم يسمع ولم يحدثه.

  تدليس التسوية: ومن تدليس الإسناد تدليس التسوية، وهو: أن يروي الراوي عن شيخه ثم يسقط راو ضعيف بين ثقتين.

  مثال: أن يروي الراوي حديثاً عن شيخ ثقة، والثقة يرويه عن ضعيف، عن ثقة، ويكون الثقة الأول قد لقي الثقة الثاني، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة.

  الأول فيسقط الضعيف الذي بينه وبين الثقة الثاني، ويجعل الإسناد، عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني مباشرةً بلفظ محتمل فيسوي الإسناد كله ثقات.

  مثل ما رواه ابن أبي حاتم في العلل قال: (سمعت أبي - وذكر الحديث الذي رواه إسحاق بن راهويه عن بقية حدثني أبو وهب الأسدي عن نافع عن ابن عمر حديث: (لا تحمدوا إسلام المرء حتى تعرفوا عُقدة رأيه).

  قال أبي: هذا الحديث له أمر قلّ من يفهمه، روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة عن نافع عن ابن عمر الخ.