علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

1 - الموضوع:

صفحة 92 - الجزء 1

وسائل معرفة الحديث الموضوع:

  ١ - اعتراف الوضاع نفسه بأنه اختلق الحديث أو ما يتنزل منزلة الإقرار. ذكر الإمام أبو طالب في كتابه شرح البالغ المدرك، عن سليمان بن حرب قال: دخلت على شيخ وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك؟ قال: وضعت أربعمائة حديث كذباً وجعلتها في تأريخ الناس، فلا أدري كيف أصنع⁣(⁣١).

  ٢ - أن يكون في الحديث المروي لحن في العبارة أو ركة في المعنى ونجد أن نقاد الحديث يولون عنايتهم واهتمامهم ركة المعنى قبل ركة اللفظ لاحتمال أن يكون الحديث مروياً بالمعنى فغيرت الفاظه بغير الفصيح.

  ٣ - أن يكون المروي مخالفة للقرآن أو العقل أو الحس أو المشاهدة، غير قابل للتأويل.

  ٤ - أن يكون واضع الحديث مشهوراً بالكذب لا يتورع عنه.

  ٥ - أو أن يتضمن الحديث المروي وعيداً شديداً على أمر صغير أو وعداً عظيماً وثواباً كبيراً على عمل بسيط كفعل مندوب أو ترك مكروه.

أسباب الوضع وأصناف الوضاعين:

  تختلف أسباب الأحاديث الموضوعة بإختلاف الوضاعين واختلاف مقاصدهم:

  ١ - زعم التقرب إلى الله تعالى:

  قد يختلق الوضاع الحديث الموضوع بحجة طلب الثواب، وحث الناس


(١) انظر شرح البالغ المدرك: ٩٢.

ولما قدم عبدالكريم بن أبي العوجاء للقتل، اعترف بأنه وضع أربعة آلاف حديث يحرم فيها الحلال، ويحل فيها الحرام.