علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

1 - الموضوع:

صفحة 93 - الجزء 1

  على فعل الخير، وتخويفهم من فعل المنكر، متظاهراً بالزهد، والصلاح، ويعتبر هذا من شر الوضاعين، وأخطرهم لأنه لم يقبل ما قاله إلا للثقة به. ومن هؤلاء ميسرة بن عبدربه فقد روى ابن حبان في الضعفاء عن ابن مهدي (قال: قلت لميسرة بن عبدربه من أين جئت بهذه الأحاديث من قرأ كذا فله كذا قال: (وضعتها أرغب الناس)، ولما ذكر البعض منهم بقول النبي ÷: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار) قالوا: نحن نكذب له لا عليه.

  ٢ - الإنتصار للمذهب:

  وقد يختلق الوضاع حديثاً انتصاراً لمذهبه وتدعيماً لشبهته قيل لمأمون بن أحمد الهروي ألا ترى إلى الشافعي ومن تبعه بخراسان فقال: حدثنا أحمد بن عبدالله حدثنا عبد الله بن معدان الأزدي عن أنس مرفوعاً قال: (يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة: هو سراج أمتي)⁣(⁣٢).

  وما رواه بعض الجهلة من أهل السنة من قولهم أن الرسول ÷ قال (ما في الجنة شجرة إلا ومكتوب على كل ورقة منها (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو


(١) توضيح الأفكار ٨١/ ٢ - ٨٢، ولا يتوهم الناظر أنه لم يثبت حديث في فضائل سور القرآن، بل قد ثبتت أحاديث في سور معينة كالصمد وغيرها.

(٢) انظر مصطلح الحديث للصف الثالث ثانوي معاهد علمية: ص: ٦٤.