علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي

صفحة 94 - الجزء 1

  النورين)⁣(⁣١) ليعارضوا به ما ورد في حق الإمام علي # من الفضائل الكثيرة الثابتة بالأسانيد الصحيحة.

  وغير ذلك كمن ألجئ إلى إقامة دليل على ما أفتى به كما نقل عن أبي الخطاب بن دحية أنه وضع حديثاً في قصر صلاة المغرب. وكما حكي عن عبدالعزيز بن الحارث التميمي الحنبلي من رؤساء الحنابلة أنه سئل عن فتح مكة فقال: عنوة فطولب بالحجة فقال: (حدثنا ابن الصواف حدثني أبي، قال: حدثنا عبدالرزاق، عن عمر عن الزهري، عن أنس أن الصحابة اختلفوا في فتح مكة أكان صلحاً أم عنوة، فسألوا عن ذلك رسول الله، فقال: كان عنوة. قال عمر بن مسلم: فلما قمنا سألته؟ فقال: صنعته في الحال أدفع به الخصم)⁣(⁣٢).

  ٣ - التقرب من الحكام:

  وقد يختلق الوضاع الحديث تقرباً من الحكام تناسب ما يكون عليه الحاكم من الانحراف وتبريراً لما يقوم به من الأعمال المخالفة مثل مارواه بعض الجهلة في معاوية⁣(⁣٣) قولهم: (الأمناء ثلاثة: أنا، وجبريل، ومعاوية)⁣(⁣٤).


(١) انظر مصطلح الحديث للصف الثالث ثانوي معاهد علمية ص: ٦٤، وقد تحامل مؤلفوه على الشيعة بغير حق، ووصفوهم بأوصاف غير لائقة، وهذا دأب الوهابية المتمسلفة في كل مكان وزمان!.

(٢) محاسن الأنظار: ٦، ٧.

(٣) ومن العجيب أن معاوية أبقى معاوية ومعاوية ..، ففي كل عصر فئة باغية تضع حديثاً وتشكك في آخر، وتشوه لكل من لم يكن في صفها أو بالأصح في هواها نسأل الله السلامة.

(٤) انظر تأريخ دمشق لابن عساكر: (٣٥٠/ ٢٤، ١/ ٢٥ - ٩٣.وسترى فيها عجائباً في فضائل معاوية! لا ينالها إلا الأنبياء، وبعضهم قد لا يرتقي إليها، ولا شك في وضعها لأنه لم يصح في فضائل معاوية شيء أبداً، وقد انتقد الذهبي ابن عساكر حيث قال في