علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي

صفحة 95 - الجزء 1

  وقد كان معاوية يشجعهم على الوضع ويجرل لهم العطاء ويمنعهم من رواية الأحاديث الصحيحة خاصة إذا كانت في فضائل أمير المؤمنين #.

  روى أبو الحسن المدائني⁣(⁣١) قال: (كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برأت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته، فقامت الخطباء في كل كورة⁣(⁣٢) على كل منبر يلعنون علياً ويتبرأون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاءً حينئذ أهل الكوفة، لكثرة من بها شعية علي #، فاستعمل عليهم زياد بن سمية⁣(⁣٣)، وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي #، فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشردهم عن العراق،


أعلام النبلاء: وقد ساق في الترجمة أحاديث واهية باطلة طول بها جداً وانتقده غيره، كابن كثير، وسيأتي الكلام على ذلك في باب الجرح والتعديل.

(١) علي بن محمد المدائني، أبو الحسن صاحب التصانيف مولى عبد الرحمن بن سمرة، عالم مؤرخ عده الإمام عبدالله بن حمزة # في رجال أهل العدل والتوحيد توفي ٢٥٤ هـ، وقيل سنة ٢٢٨ هـ، عن ثلاث وتسعين سنة. (معجم المؤلفين: ٥١٢/ ٢)، (معجم الأدباء: ١٢٤/ ٤ - ١٣٩).

(٢) الكورة بالضم: المدينة / القاموس المحيط: ٦٠٧.

(٣) هو زياد بن أبيه، وهو الذي استلحقه معاوية ليكون أخاً له، لأن أباه أبا سفيان أستعمل المحظور في سمية في الجاهلية، وأسلم في عهد أبي بكر، وتولى فارس في خلافة الإمام علي #، وتحصّن في قلاعها، وأرسل إليه معاوية يستلحقه بأبيه، فوافقه على ذلك سنة ٤٤ هـ مخالفاً بذلك قول الرسول ÷: (الولد للفراش وللعاهر الحجر)، (انظر الأعلام للزركلي: ٥٣/ ٣).