علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي

صفحة 96 - الجزء 1

  فلم يبق بها معروف منهم، وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق: أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة، وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولا يته الذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم واكتبوا إليّ بكل ما يروي رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحب والقطائع فكثر ذلك في كل مصر فتنافسوا في الدنيا فليس يجئ أحد من الناس عاملاً من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه، فلبثوا بذلك حيناً، ثم كتب إلى عمال: ان الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في فضل أبي تراب الا وأتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إليّ وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته واشد عليهم من مناقب عثمان وفضله فقرئت كتبه على الناس فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها. وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حين أشادوا بذكر ذلك، وألقي إلى معلم الكتاتيب، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن، وحتى علمّوه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم، ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البينه أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه، وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتوه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به وأهدموا داره فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما الكوفة،