ترجمة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #
  قال: ورأيته # شَالَ برمحه رجلا كان طعنه به عن فرسه ورفعه فانثنى قضيب الرمح وانكسر.
  وحدثني أبو العباس الحسني | قال: سمعت غير واحد من أصحابه يحدث عنه أنَّه قبض على يد رجل بارزه وبيده السيف فَهَشَّم أصابعه على المقبض.
  وحدثني أبو العباس | قال: حدثني أبو العباس الفضل بن العباس |، أنَّه قال: حدثني سليم مولى فلان وسماه لي وكان يلي خدمة الهادي # في داره. قال: كنت أتبعه - حين يأخذ الناس فراشهم - في أكثر لياليه بالمصباح إلى بيت صغير في الدار كان يأوي إليه، فإذا دخله صرفني فأنصرف، فهجس ليلة بقلبي أن أحتبس، وأتيت على باب المسجد أنظر ما يصنع. قال: فسهر # الليل أجمع ركوعاً وسجوداً، وكنت أسمع وقع دموعه صلى الله عليه ونشيجاً في حلقه، فلما كان الصبح قمت فسمع حسي، فقال: من هذا. فقلت: أنا. فقال: سليم ما عجل بك في غير حينك؟! قلت: ما برحت البارحة جعلت فداك. قال: فرأيته إشتد ذلك عليه وحَرَّج عليَّ أن لا أحدث به في حياته أحدا. قال: فما حَدَّثَنَا به سليم إلا بعد وفاة الهادي إلى الحق # أيام المرتضي.
  وحدثني أبو العباس الحسني | عن أبي عبد الله اليمني | قال: كنت أسمع الهادي # كثيراً يقول: أين الراغب، أين من يطلب العلم، إنما يجينا مجاهد راغب في فضله متحرٍ ما عند الله لأهله، ولعمري إنه الأكبر فروض الله على عبده، وأحق ما كان من تقدمه يده، ولكن لو كان مع ذلك رغبة في العلم وبحث عنه لصادفوا من يحيى بن الحسين علماً جماً.
  وقال أحمد بن يحيى: إنه سمع الهادي # يقول: قد عَفُنَ العلم في صدري،