التجريد في فقه الإمامين الأعظمين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

دعوته وحكمه:

صفحة 39 - الجزء 1

دعوته وحكمه:

  عاش المؤيد بالله # في عصر يموج بالفوضى والفتن، يحكمه الإستبداد السياسي، وتتقاسمه الدويلات الخارجة على بني العباس بعد ضعف دولتهم المركزية وحصادهم نتائج استبدادهم، وتحكمهم في مصائر البلاد والعباد، وجعلهم مال الله دولا وعباده خولا.

  وقد نهض الإمام المؤيد بالله داعياً إلى الله، خارجاً على الظلمة، فكان أول خروج له سنة ٣٨٠ هـ قبل وفاة الصاحب بن عباد بأربع سنوات، وفشلت حركته، فخلصه الصاحب من انتقام بني بويه الذين كانوا يحكمون الجيل والديلم في تلك الفترة، ثم عاد مرة أخرى فقام بالإمامة وبايعه الجيل والديلم، واستتب له الأمر في تلك البلاد فترات، وخرج من يده فترات أخرى، وخاض حروباً، وواجه مصاعباً، وجابه معارضين منهم: أبو الفضل بن الناصر، وتغلب # على «هوسم» ثم هزمه «شوزيل»، وافتتح مدينة هوسم، ثم افتتح آمل، وبقي # في كر وفر وجهاد يطول شرحه، حتى توفاه الله يوم عرفة سنة ٤١١ هـ.

  أما عن منهجه في الحكم ورؤيته للسلطة فيمكن أن يتبينه القارئ من كتاب دعوته الذي ضمنه المبادئ والأفكار التي قام من أجلها، والذي حدد فيه ما يجب عليه تجاه المجتمع، وما يجب له إن عدل من الطاعة، وقد أوردها بنصها الشهيد حميد في الحدائق الوردية، فليرجع إلى هناك⁣(⁣١).

وفاته #:

  قال شيخنا السيد العلامة الولي مجد الدين المؤيدي حفظه الله: «توفي الإمام


(١) الأمالي الصغرى: ٨ - ١٦.