الرد على من أنكر أن يكون الله واحدا ليس بذي أبعاض
الرد على من أنكر أن يكون الله واحداً ليس بذي أبعاض
  الحمد لله الذي عن شبه كل شيء تعالى، وشاهد كل ملاء وهو في السماوات العلى، وعلى العرش استوى، ولا يخفى عليه النجوى، وهو يرى ولا يُرى، سبحانه فليس عليه شيء يخفى، وليس كمثله شيء، وهو الواحد الصمد الباري المصور، وليس بصورة، بل هو مصور الصورة، وهو السميع العليم، قال الله ø في كتابه: {إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[النحل: ٥١]، يخبر بوحدانيته في آي كثير.
  والواحد في اللغة له معان:
  أحدها: البائن بالفضل والسؤدد.
  ومعنى آخر يقول الناس: هذا شيء واحد، ليس له نظير في الشبه.
  ويقال: هذا وهذا واحد، يراد أنهما متماثلان، وقد يقول المرء: قولي وقولك واحد، أي: مثله، ويقال لأقل قليل القلة: هذا شيء واحد، يراد ثباته وتعطيل الثاني، بمعنى ليس له نظير ولا شبيه(١)، بمعنى أنه ليس فيه اختلاف، وهذا معنى قولنا: الله واحد، وليس من عدد، ولا هو عدد، كما الإنسان واحد وعدد، كما أن الإنسان أعضاء، وكل عضو يقال: إنه واحد، فإذا اجتمعت الأعضاء قيل: هذا واحد، فهو واحد عدد أوحاد، وهو من عدد أوحاد مثله، لأنك تقول: هذا إنسان واحد، وتقول الآخر واحد(٢) فصاعداً، فكل واحد منهما واحد من عدد، وليس الله سبحانه واحداً من عدد، على معنى ما ذكرنا من معاني الواحد من غيره.
  وقد قالت العرب: إن فلاناً واحد قومه، أي: سيدهم، وهو واحد القوم، وإن كان له الأتباع والعبيد والأموال.
  ويقال: إن فلاناً واحد الناس، أي: ليس له نظير، يعنون في السؤدد والكرم.
(١) في (أ): ولا شبه.
(٢) في نسخة: ويكون الآخر واحداً.