مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[التوبة من ترك الصلاة وسائر العبادات]

صفحة 229 - الجزء 1

[التوبة من ترك الصلاة وسائر العبادات]

  وإن كان⁣(⁣١) ضيع صلاةً أو صياماً أو حجاً أو زكاة بعد ما وجب ذلك عليه، بالتواني والاستخفاف، متعمداً لذلك - فعليه أن يتوب إلى الله جل ثناؤه من ذلك، ويقضي ما فاته من الصلوات⁣(⁣٢) إن كان يعرف عددها، ومن الصيام أيضاً كذلك، وإن كان لا يعرف كم هو فليتحر الصواب⁣(⁣٣) جهده ويزيد حتى يستغرق ذلك، ويقضي ما فاته من الصيام إن كان يعرف ذلك ويزيد حتى يستغرق ذلك، ثم نرجوا أن لا يضره نَقَصَ أو زاد إذا لم يتعمد ذلك، ويقضي تلك الصلوات في أي أوقات النهار أو الليل شاء، فإذا حلت له أوقات صلوات يومه الذي هو فيه صلاها في أوقاتها، ثم عاد فقضى ما عليه حتى يفرغ منها، لا يتشاغل بغيرها.

  وإن كان ترك صلاة متعمداً فلم يقضها نسياناً جاء ذلك منه ثم ذكرها فليقضها وحدها أيضاً، وإن كان لها ذاكراً فتركها متعمداً حتى مضت لها⁣(⁣٤) أشهر أو سنون فليقضها وليتب مما صنع.

  وقد قال بعض العلماء: يجزيه قضاؤها وحدها ويتوب من تأخيرها، وقال بعضهم: أَسلمُ له قضاء ما بعدها من الصلوات؛ وذلك أنه لا صلاة لمن ضيَّع صلاة حتى يقضي ما ضيع.

  وإن كان ترك صياماً من شهر رمضان كله حتى حضر رمضان آخر فعليه أن يصوم هذا الذي حضر، ويعتزم على صيام ما فاته، فيصوم بعد ذلك ويتوب مما ضيَّع.


(١) «كان» ساقطة من (أ).

(٢) في (أ): الصلاة.

(٣) في (أ): فليتحر الصلوات جهده.

(٤) كأنها في (أ): له.