مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

ومن كلامه #:

صفحة 242 - الجزء 1

  صريح، ومعنى شرك صاحبه به فمعنى شرك في اللسان صحيح؛ لأنه أشرك بين الله وغيره، قال به في ذات الله أو تجويره.

  فكل من وصف الله بهيئات خلقه، أو شبَّهه بشيء من صفاتهم، أو توهمه صورة ما كان من الأصوار، أو جسماً مّا كان من الأجسام، أو شبحاً، أو أنه في مكان دون مكان، أو أن الأقطار تحويه، أو أن الحجب تستره، أو أن الأبصار تدركه من جميع خلائقه أو شيء منها، أو أن شيئاً من خلائقه يدرك شيئاً مما خلق وذرأ وبرأ أو مما كان أبد الأبد - فقد نفاه وكفر به وأشرك، وعبد غيره.

  فافهموا وفقنا الله وكل مؤمن لإصابة الحق، وبلوغ الصدق، إنه قريب مجيب.

ومن كلامه #:

  

  من عجز إدراك الحواس بارئها ثبت له التوحيد، وباستحقاق التوحيد ثبت العدل؛ لأن المتفرد بالوحدانية لا يجور؛ لوجود الجور فيمن ليس بواحد، ولما ثبت العدل وجب الوعد للمطيع والوعيد على العاصي⁣(⁣١)، ولما صح الوعد والوعيد وجب التحاجز بين المتظالمين، وهو بالرسول الآمر الناهي بما آتاه الله بعد استحقاقه للرسالة منه بالطاعة والاتصال به، فأظهر عليه علامة الاتصال بالمعجزات والدلالات؛ فرقاً بين المتصل والمنقطع عن الله؛ ليصح صدق خبر رسوله عنه، ولما لم يجز في العقل مشافهة الباري وخطابه⁣(⁣٢) لخلقه خاطبهم منهم بهم بجنسهم ومثلهم⁣(⁣٣)؛ إذ ليس في فِطَرهم غيرُ ذلك.

  تم والحمد لله كثيراً


(١) في (ب): للعاصي. وكتب فوقها: على.

(٢) في (ب): في خطابه.

(٣) في (أ): خاطبهم منهم بمثلهم وجنسهم.