مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[نبذة عن الاجتماع التاريخي لبيعة الإمام القاسم بن إبراهيم (ع)]

صفحة 28 - الجزء 1

  [إلى قوله بعد قضاء صلاتهم:] فلما انفتلوا مدوا أرجلهم، كل واحد على سجادته يتحدثون ويغتمون لأمة محمد ÷ وما هم فيه من الجور والظلم؛ فقمتُ وقعدتُ على عتبة الصَّفَّة؛ ليراني جماعتهم وبكيتُ وقلت: ياسادة، أنتم الأئمة، وأنتم أولاد رسول الله ÷ وأولاد علي وفاطمة - À أجمعين - وأنتم المشار إليكم؛ وأنتم أهل العقد والحل، وأنتم العلماء والأئمة، من ذرية النبي ÷ وولد الوصي (ع)، قد اجتمعتم، وجمع الله بينكم، ونحن بلا إمام، ولا لنا جمعة، ولا جماعة، ولا عيد فارحموا كبر سني، واعملوا فيما يقربكم إلى الله ø وبايعوا واحداً منكم، أعلمكم وأقواكم، حتى يكون الرضاء منكم، ترضون به الإمام، لي ولأمثالي وللمسلمين؛ ولانموت ميتة جاهلية، بلا إمام، ويكون لنا إمام نطيعه ونعرفه، ونموت بإمام.

  فقالوا: صدقتَ أيها الشيخ، ما أحسن ما قلتَ! وإن لك ملتنا ولحمنا ودمنا، وأنت منا أهل البيت، وما نطقت به فهو الصواب، ونحن نفعله بإذن الله، إن شاء الله.

  قال: فقلت: فرِّحوني، ولا تبرحوا حتى تبرموا، ولا تؤخروه إلى مجلس آخر؛ فإنا لا نأمن من الحوادث. [ثم ذكر أن القاسم # عرض عليهم البيعة جميعاً فأبوها وأنهم أجمعوا أنه لهم رضا وبايعوه ... إلى قوله] قال محمد بن منصور: وخفت أن يفوتنا وقت صلاة العصر ولم يبرموا، حتى انتبز أحمدُ بن عيسى القاسمَ بن إبراهيم، وأخذ يده، وقال: قد بايعتك على كتاب الله تعالى وسنة نبيه ÷ وأنت الرضا. فجعل القاسم يقول: اللهم غَفراً، اللهم غَفراً، ثم بايعه عبدالله بن موسى، والحسن بن يحيى، ورضوا به، وقالوا لي: بايع، فقمتُ وبايعتُ القاسم بن إبراهيم، على كتاب الله تعالى وسنة نبيه ÷، ثم قال لي القاسم: قم يا أبا عبدالله، وأذن وقل فيه: حي على خير العمل؛ فإنه هكذا نزل به جبريل (ع) على جدنا محمد ÷؛ فقمتُ وأذّنتُ وركعتُ وأقمتُ؛ فتقدم القاسم (ع) فصلى بنا جماعة، صلاة