مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ومن كتاب نهاية التنويه في إزهاق التمويه]

صفحة 29 - الجزء 1

  العصر، وباتوا عندي تلك الليلة، وصلى بنا المغرب والعشاء جماعة؛ فلما أصبحوا تفرّقوا، ومضى القاسم بن إبراهيم إلى الحجاز، وأحمد بن عيسى إلى البصرة، وعبدالله بن موسى إلى الشام، ورجع الحسن بن يحيى إلى منزله، وكانوا على بيعة القاسم (ع)، انتهى [من لوامع الأنوار باختصار].

[ومن كتاب نهاية التنويه في إزهاق التمويه]

  قال المؤلف: وروى الفقيه حميد ¥ عن الإمام المنصور بالله #، يرويه عن آبائه إلى شيخ من شيوخ آل الحسن، كان يدرس عليه فتيان آل الحسن، وكان إذا دخلوا قام في وجوههم وعظّمهم، وأقسموا عليه لا فعل، وكان القاسم # من شباب ذلك العصر، فكان إذا أتى قام في وجهه وعظّمه، فقالوا: أيها السيد إنا قد عَذرناك وهذا الفتى لك أعذر، فقال: لو تعلمون من حق هذا الفتى ما أعلم، لاستصغرتم ما أصنع في حقه، قالوا: وما تعلم؟ قال: هذا الفتى قال فيه رسول الله ÷: «يخرج من ذريتي رجل مسلوب الرباعيتين، لو كان بعدي نبي لكان هو». وفيه يقول الشاعر من أبيات اختصرت أكثرها:

  ولو أنه نادى المنادي بمكة ... بخيف منىً فيمن تضم المواسم

  مَن السيد السباق في كل غاية ... لقال جميع الناس لا شك قاسم

  وله # العلم الغزير، والتصانيف الفائقة في علم الكلام وغيره من الفنون، منها كتاب "الدليل الكبير"، ومنها كتاب "الدليل الصغير" في الرد على الفلاسفة، وكتاب العدل والتوحيد الصغير، وكتاب العدل والتوحيد الكبير، وكتاب الرد على المجبر، وكتاب الرد على ابن المقفع، وكتاب الرد على النصارى، وكتاب المسترشد، وكتاب تأويل العرش والكرسي على المشبهة، وكتاب الأهليلجة في محاورة الملحد، وهو رجل من أرباب النظر من الملحدة، كان يغشى مجالس المسلمين ويورد عليهم الأسئلة الصعبة في قدم العَالَم، وغير ذلك، حتى وافاه