[أدلة أخرى على وجوب الإمامة]
  علم دلائل فرضها.
  وكذلك فعل الله بالرسل صلوات الله عليها(١) وأوصيائها، وإبانتهم من غيرهم بنور دلائله وضيائها.
  ثم فرق جل ثناؤه بين الرسل والأوصياء ومن يحدث بعدهم من خلفاء الأنبياء في علم الدلائل والحجج، بقدر ما لهم عند الله من الدرج، فجعل دلائل المرسلين وشاهد أعلام النبيين أكثر بياناً، وأقوى سلطاناً، وأفلج في الحجة للمستكبرين، وأقطع لأعاليل عذر المعتلين المعتذرين.
  فكان من ذلك عجائب موسى ~ في فلق الله له ولمن كان معه البحر وممرهم فيه، إلى ما كان مِن قبل ذلك من عجيب آياته، وما أرى المصريين من فعلاته في الضفادع والقمَّل والدم، وما يَعظُم قدرُ مبلغه عن كل مُعظَّم.
  وعجائب عيسى # التي كانت تضل في أصغرها الأحلام، من إحيائه الموتى، وإبرائه للكمه والبرصى، وإنبائه لهم بما يأكلون وما يدخرون، وإخباره لهم عن كثير مما يضمرون.
  ثم آيات محمد ÷، وما نزَّل من حكمةِ وحيه إليه، التي لم يقوَ لمكافاته فيها من أضداده ضدٌّ، ولم يكن لحكيم منصف عند سماعها من قبولها بدٌّ، مع عجيب آياته في الشجر وإجابته، وما كان من شأن الشاة المسمومة، وإنبائه بسرائر نجوى الغيوب المكتوبة، وإطعامه من قبضة كف لأكثر من ألفٍ وألف.
  فبانت الرسل À من الأوصياء بما جعل الله من هذه الدلائل لهم وفيهم، وبانت الأوصياء من الأئمة بما خصها الله به من التسمية، وبما كان يعرف لها عند رسلها من المنزلة، وما كانت الرسل تنبئها به من أقوال التفضلة، كنحو ما جاء في علي # عن الرسول ÷، وما كان من أقواله المشهورة المعلومة فيه،
(١) في (نخ): À.