مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الإمامة

صفحة 302 - الجزء 1

  أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي»، وسماهما الله ابنيه في كتابه، وفرض مودتهما، ولهما آية الخمس، ولهما الفيء، ولهما آية التطهير، قال الله: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}⁣[الروم: ٣٨]، فدل عليهما بأعيانهما وأنسابهما وأفعالهما، إلا أن الحسن يتقدم الحسين بالسن، وهما جميعاً في وقتهما: «إمامان قاما أو قعدا».

  ثم دل على أولادهما فقال: «إن تمسكتم بالكتاب وبهم لن تضلوا أبداً».

  ودل على المهدي باسمه ونسبه وفعله.

  ودل على أبرار العترة الأتقياء المصطفين المطهرين بالنسب المصطفى الطاهر، والأعمال الطاهرة الزكية التي توافق الكتاب والسنة، فأكثرهم بالكتاب تمسكاً أوجبهم على المسلمين حقاً، والشريطة التي توجب لهم أن يستحقوا مقام الرسول وأن يكونوا متبوعين غير تابعين العلمُ والجهاد وأداء الأمانات إلى أهلها، فمن كان فيه هذه الخصال الأربع⁣(⁣١) وجب على أهل بيته وعلى المسلمين اتباعه، ومعاونته على البر والتقوى. قال الله في كتابه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٢}⁣[المائدة]، فمتى كان منهم العلم والزهد والتقوى كان على الناس أن يقتبسوا من علمه، وأن يهتدوا بهديه، فأفعالهم الصالحة، ونسبهم الطاهر الدال عليهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


(١) هذه ثلاث خصال، والرابعة النسب الطاهر الذي ذكره أولاً ثم عطف عليه هذه الثلاث. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).