الإمامة
  «فإن علياً مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي». وقال علي أيضاً وهو على المنبر: (عهد النبي الأمي إليَّ أن الأمة ستغدر بي من بعده)، ثم سماه الله من نفس رسوله، فقال في كتابه: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}[آل عمران]، فكان رسول الله ÷ خير الصادقين، وأمر الله العباد أن يكونوا مع الصادقين، فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}[التوبة]، وفرض الله اتباع العلماء فقال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل]، وسمى الله رسوله ذكراً فقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا}[الطلاق]، فأهل بيته المصطفون الطاهرون العلماء هم الذين أوجب الله سبحانه أن يُسألوا، وأن يكونوا متبوعين غير تابعين؛ لأن الله يقول في كتابه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[الحجرات: ١]، وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٢}، وقال تبارك وتعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ}[النساء: ٦٥]، وقال: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}[الأعراف: ٣]، وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٧}[الحشر]، وقال رسول الله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، ألا وإنهما الخليفتان من بعدي».
  ثم دل على الحسن والحسين ª وعلى أبيهما وأمهما فقال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما»، وقال: «اللهم حب من أحبهما»، وقال: «تعلموا منهما ولا تعلموهما فهما أعلم منكم»، وقال لهما ولأبيهما: «أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم»، وقال: «النجوم