مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[بداية الرد عليهم]

صفحة 481 - الجزء 1

  الأشياء، فهذه هي أسماء الذات والطبائع، لا أسماء الأقانيم والصنائع.

  فأما أسماء القنومية التي ليست بطبيعية ولا عرضية فمثل إبراهيم وموسى ودواد وعيسى، وليس في الأسماء الطبيعية ولا في الأسماء الشخصية القنومية أبوة ولا بنوة، ولا فعال ولا قوة، إنما هي أسماء تدل على الأعيان، كالإنسانية التي تدل على الإنسان.

  وفيما بينا - والحمد لله - من تحديدنا الذي حددنا في الأسماء حجة لا يدفعها في التسمية عندهم إلا من كان من أهل الجهل والعمى، لأن الأسماء عندهم للأشياء ثلاثة أسماء:

  اسم جوهر، كالأرض والسماء.

  واسم قنوم، كفلان المعلوم.

  واسم ثالث من عرض وحدث، يسمى به كل عارض⁣(⁣١) محدث.

  وزعمت الفرق الثلاث من النصارى - فنعوذ بالله من الجهل بالله - أنها تجد فيما في أيديها من كتب الأنبياء أن المسيح بن مريم هو الله وهو ابن الله، فجعلوا في قولهم هذا الابن أباه، ثم رجعوا فجعلوا الأب هو إياه، غفلة وسهواً واختلافاً، وعماية وتخرصاً واعتسافاً، تصديقاً لقول الله فيهم وفي أمثالهم، ومن كان يقول من أهل الجهالة بمقالتهم: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ٨ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ٩ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ١٠ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ١١}⁣[الذاريات].

  وإنما أخذت النصارى وقبلت هذه الكتب فيما زعمت وقالت عندما صلب عندهم⁣(⁣٢) المسيح صلى الله عليه من اليهود، وليس أحد من خاصتهم ولا عامتهم عند النصارى بعدل ولا محمود، ولا تقبل شهادته على يهودي مثله، فكيف تقبل شهادتهم على الله تعالى وعلى رسله؟


(١) سقط من (أ، ب): عارض.

(٢) عندهم ساقطة من (أ).