[بداية الرد عليهم]
  أجمعنا نحن وأنتم جميعاً كلنا - قولكم مما قلنا به من ذلك قولنا - على أن أصدق الشهادات كلها وأعدلها خمس شهادات يلزمنا وإياكم أن نقبلها:
  فأولها: زعمنا وزعمتم شهادة الله.
  والثانية: فشهادة ملائكة الله.
  والثالثة: فقول المسيح وشهادته.
  والرابعة: فما شهدت به أمه ووالدته.
  والخامسة: فشهادة الحواريين وما كانوا يقولون.
  فهذه خمس شهادات ليس منها ما تنكرون، وكلها فنحن به وأنتم راضون فيما ندعي في المسيح وتدعون.
  فقد وجدنا ووجدتم في الأناجيل الأربعة شهادات مختلفة كلها فيما عندنا وعندكم، وقد أحطتم وأحطنا معرفة فيما في الإنجيل الذي يدعى عندكم إنجيلاً، مثل ما لا تنكرون من قوله في أول ما وضع من إنجيله: (هذا ميلاد يسوع المسيح بن داود)، فهذه شهادته وهو من الحواريين على أن أبا المسيح داود، وأن المسيح ابنه وهو منه مولود، ولهذه الشهادة في الأناجيل الأربعة نظائر كثيرة، وفي ذلك حجة عليكم لا تدفع ظاهرة منيرة.
  ومنها: شهادة المسيح صلى الله عليه لحواريه أنهم بنو الأب جميعا، وأن الله أبوهم كلهم معا، وهذا يدل على أن تأويل الأبوة والبنوة غير ما قلتم به فيها من الدعوة.
  ومنها: شهادة المسيح أن الحواريين إخوته، فإن شئتم فقولوا: في نسب أو غير نسب، فلهم بذلك ما له بعد شهادته صلى الله عليه زعمتم أنه ابن الأب.
  ومنها: شهادة أمه صلى الله عليها - على أنه ابن يوسف جدها وأبيها.