السند إلى مؤلفات الإمام القاسم بن إبراهيم #
  وليس لأحد علينا - والحمد لله - في اختلاف منه ولا ائتلاف مُتَكَلَّم، هو غير ذي شك عدم الأعدام، ولا(١) يرتفع عنه إلا بعبارة المنطق نطق الكلام(٢).
  والحمد لله على ما جعل لنا من السبيل بما قلنا وغيره إلى معرفته، ودلنا عليه في محكم القرآن منا وإحسانا من صفته، فقال سبحانه فيما عرَّفنا منه وثَبَّتَ لنا من أنه يعرف بالأعلام القائمة الدالة، والشهادات القاطعة العادلة، التي لم تبرح في الأنفس والآفاق شاهدة مشهودة، ولم تزل في السماوات والأرض وما بينهما من سالف الأحقاب قائمة موجودة، تشير إلى معرفته بكف وبنان، وتومئ إلى العلم بالله لكل من كان له قلب وعينان، كما قال الله سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ١٠٥}[يوسف]، وقال سبحانه: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ٢٠ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٢١ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ٢٣}[الذاريات]. وقال سبحانه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٥٣}[فصلت]. فمن شهادته سبحانه لها أنه لما كان منها مدبر مريد، ثم قرر لنا سبحانه شهادة دلائله بما أظهر في السماوات والأرض والأنفس من أثر جعائله، بتوقيف منبه لكل بصير حي، وتعريف لا يجهل بعده إلا كل ضِلِّيل عمي، فقال سبحانه في توقيفه وما نبه به من تعريفه: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ٩٥ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ
(١) في (أ): وما.
(٢) قوله #: «ولا يرتفع عنه إلا بعبارة المنطق نطق الكلام»: المقصود بالعبارة أن العدم لا وجود له في الخارج، وإنما يعبر عنه بالكلام ومنطوق اللسان. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).