مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الرد على الرافضة

صفحة 520 - الجزء 1

  من أرسل من الرسل⁣(⁣١) قبله إلا في أمة ضالة غير مهتدية في دينها لحظها، ولا مستحقة على الله بإصابة رشد لحفظها، ولكن رحمة منه سبحانه لها وإن ضلت، وإحساناً منه إليها في تعليمها إذ جهلت، كما قال الله سبحانه: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}⁣[البقرة: ٢١٣]، فأخبر سبحانه أنهم كلهم كانوا ضالين غير مهتدين، ولو كان فيهم حينئذ وصي وأوصياء لكان فيهم يومئذ لله ولي وأولياء، ولما جاز مع ذلك لو كان كذلك أن يقال لهم: أمة واحدة؛ لأنهم فرق متضادة لا تجمعهم في الهدى كلمة، ولكنهم في الضلال أمة.

  وكما قال سبحانه في بعثته لمحمد ÷: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٤٦}⁣[القصص]، فما ذكر سبحانه أنه كان فيهم يوم بعثته له إليهم ومنته بالهدى فيه عليهم مهتد واحد منهم⁣(⁣٢) بهداه، ولا قائم بما هو الهدى من تقواه، لا رسول ولا نبي، ولا إمام ولا وصي، حتى مَنَّ تبارك وتعالى عليهم ببعثته لمحمد # إليهم، فأقام لهم به منار الهدى وأعلامها⁣(⁣٣)، [ونهج لهم سبل الحجج بأنوار أحكامها]⁣(⁣٤)، فبين به من ذلك كله ما قد كان درس وهلك خفاتا، وأحيا به من ذلك كله ÷ ما كان مواتاً، توحدا منه سبحانه بالمنة فيه على خلقه، وإفراداً لرسوله ÷ بالدلالة على حقه، فلم يبق من هدى المحجوجين من العباد باقية بهم إليها حاجة في رشاد، يكون بها لهم في دنياهم صلاح، ولا لهم فيها عند الله فلاح إلا وقد جاء بها كتاب الله سبحانه منيرة مستقرة، وكرر - لا إله إلا هو - بها فيه بعد تذكرة تذكرة، إحساناً إليهم ورحمة، وتذكرة لهم وعصمة، ومظاهرة


(١) «من الرسل» ساقط من (ب).

(٢) «منهم» ساقطة من (أ).

(٣) قال في هامش المطبوع: في (أ، ب، ج): وأعلامه.

(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).