الرد على الرافضة
  أكفاؤه عدداً(١)، وأمثاله سبحانه أشتاتاً(٢) بددا، لأن الأنوار في نوريتها متكافية، والأجسام في جسميتها متساوية، وكذلك تكافؤ اللحم والدم كتكافؤ الجسمية كلها في الجسم. ولو كان كما قال أصحاب النور نوراً محسوساً لكانت الظلمة له ضداً ملموساً، ولو كان ذلك بينهما كذلك لوقع بينهما ما يقع بين الأضداد من التغالب والتنافي والفساد، فسبحان من ليس له ند يكافيه، ولا ضد من الأضداد ينافيه، خالق كل شيء، وهو على كل شيء قدير.
  وما قالت به الرافضة من هذا فقد تعلم أن كثيراً منها لم يقصد فيه لما قصد، أو يعتقد من الشرك بالله في قوله به ما اعتقد، ألا وإن كل ما قالوا به في الله أشرك الشرك بالله، فنعوذ بالله من الشرك بربوبيته، والجهل لما تفرد به من وحدانيته.
  هذا إلى ما أتوا به من الضلال بقولهم في الوصية، وما أعظموا على الله وعلى رسوله في ذلك من الدعوى والفرية، التي ليس لهم بها في العقول حجة ولا برهان، ولم ينزل بها من الله وحي ولا فرقان.
  وما قالت به الرافضة في الأوصياء من هذه المقالة فهو قول فرقة كافرة من أهل الهند يقال لهم: البرهمية، تزعم أنها بإمامة آدم من كلِّ رسولٍ وهدى مكتفية، وأن من ادعى بعده نبوة أو رسالة فقد ادعى دعوة كاذبة ضالة، وأنه أوصى بنبوته إلى شيث، وأن شيثاً أوصى إلى وصي من ولده، ثم يقودون وصيته بالأوصياء إليهم، ولا أدري لعلهم يزعمون أن وصيته اليوم فيهم.
  ولو كان الهدى في كل فترة(٣) كاملاً موجوداً، ولم يكن إمام الهدى في كل أمة مفقوداً - لما جاز أن يقال لفترة من الفترات فترة، ولا كانت للجاهلية في أمة من الأمم قهرة، وقد ذكر الله لا شريك له أنه لم يرسل محمداً # إذ أرسله ولم يرسل
(١) في (أ): لكانت أكفاؤه أكفاء عدداً.
(٢) في (أ): أشباهاً.
(٣) في (أ): في كل فرقة.