مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[قول الروافض: إن الإمامة يرثها الابن عن الأب والرد عليهم]

صفحة 533 - الجزء 1

  بكتاب الله.

  فإن زعموا أنه لا يكون التمسك إلا بالنظر فيه والقيام بما فيه والعمل به فقد أطلقوا للخلق ينظرون فيه، ويعرفون الحق من الباطل، وقد وجدنا كتاب الله مكذباً لجميع دعواكم.

[قول الروافض: إن الإمامة يرثها الابن عن الأب والرد عليهم]

  ثم قالت الروافض: إن الإمامة وراثة يرث ابن عن أب، وتأولوا كتاب الله، وزعموا أن أولي الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله.

  فإن كان الأمر على ما وصفت⁣(⁣١) الروافض أفليس الابن أولى بالأب من الأخ وأحق بالوراثة وأقرب رحما؟ لأن الابن من الأب، والأخ ليس من الأخ، أفليس على مذهب قولكم: أن الحسن بن الحسن أولى بأبيه من الحسين؟ أوليس لا يرث الحسين مع الحسن بن الحسن؟! لقول الله تبارك وتعالى: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}⁣[النساء: ١٧٦]، أوليس إذا كان الولد قطع ميراث الأخ والعم؟ أوليس الحسن بن الحسن قطع ميراث الحسين بن علي من الحسن؟ إذا كانت الإمامة على ما وصفتم من الوراثة؟

  فإن زعموا أن حسينا أولى برسول الله ÷، وأقعد من حسن بن حسن - يقال لهم: أوليس قد خرج الأمر من رسول الله ÷ إلى علي بعد موته؟ وخرج من علي إلى الحسن؟ فكان يجب على الحسين طاعة حسن، والأمر للحسن دون الحسين، ويخرج من الحسن إلى الحسن، أوليس ابن الحسن أولى بالحسن من حسين؟

  فإن زعموا أن الحسن والحسين هما مشتركان في هذا الأمر وورثا علياً جميعاً فقد تركوا قولهم ودعواهم بالوصية إذا كانا مشتركين في هذا الأمر، فمن قام به فهو صاحبه.


(١) في (أ): على ما زعمت.