مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[قول الروافض: إن الإمامة يرثها الابن عن الأب والرد عليهم]

صفحة 538 - الجزء 1

  نبياً، كان يجري الأمر في ولده، فلم يخرج الأمر منه إلى غيره، ولكن إنما هي صفوة بعد صفوة، كذلك يصطفي الله من كل قوم خيرهم، فاصطفى من اليمن هوداً وصالحاً وشعيباً.

  فإن زعم زاعم أن هوداً وصالحاً وشعيباً من ولد إبراهيم يقال لهم: ألا ترون أن الله قص علينا خبرهم ثم قال في كتابه عن قول صالح لقومه: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ}⁣[الأعراف: ٧٤]، هذا من قبل إبراهيم.

  ثم اصطفى الله من الأعاجم إبراهيم خليله، فجرت النبوة والخلافة والإمامة في ولده، ثم جرت من ولده في ولد إسحاق، ثم اصطفى من ولد إسحاق يعقوب، ثم اصطفى من ولد يعقوب يوسف، ثم اصطفى من ولد إسحاق أيوب، وهو من غير ولد يعقوب، ثم جرت الصفوة في ولد يعقوب، حتى انتهت الصفوة إلى موسى بن عمران، ولم يكن موسى من يوسف، ثم جرت الصفوة في يوشع بن نون، وكان يوشع خير أهل زمانه، ثم جرت الصفوة في ولد هارون، وإنما تنتقل الصفوة من بطن إلى بطن من بني إسرائيل حتى انتهت الصفوة إلى عيسى بن مريم.

  ثم جرت الإمامة والدعاة⁣(⁣١) فيمن تبع عيسى بن مريم، حتى انتهت كرامة نبوة الله إلى محمد ÷ وعلى جميع النبيين، فانتقلت من ولد إسحاق إلى ولد إسماعيل، وجرى الأمر والصفوة في ولد إسماعيل، إذ صار الأمر إلى رسول الله ÷، وجرى الأمر في ولد النبي ÷ الصفوة بعد الصفوة.


(١) في المطبوع: الزعامة.