[صفة الإمام]
  لكانوا لا يقرون لأحد، وكل واحد منهم يجر إلى نفسه ولا يقر بفضل صاحبه. ولكن كذبتم عليهم، لأنا قد رأينا قولهم يصدقه كتاب الله، وقولكم يكذبه كتاب الله، وهم أولى بالصدق منكم، ونحن نرى معهم من الزهد ما لا نرى من غيرهم، فهم أعرف بأهل بيتهم منكم، وهم أعرف بعضهم لبعض منك يا مدعي ما ادعيت بالباطل، وتريد أن نقبل باطلك بغير بيان ولا برهان ونكذب أهل بيت النبي ÷!
  أليس ينبغي لصاحبكم أن يتبع رسول الله ÷ ويقتدي بفعله إذ كان حجة كما زعمتم؟ وقد قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}[الأحزاب: ٢١]، أوليس ينبغي لصاحبكم أن يبدي نصيحته لأهل بيته قبل العوام، كما أمره الله تعالى فقال: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}[الشعراء]، فجمع رسول الله ÷ أربعين رجلاً من بني عبدالمطلب وعبد مناف، ورجالاً من بني مخزوم فيهم أبو جهل بن هشام، والوليد بن المغيرة، وفي القوم أبو بكر، ومن بني أمية عثمان وصخر بن حرب أبو سفيان، فأنذرهم بعلم ما أوحي إليه، وأخبرهم بما أوحى الله إليه، وأبدى لهم نصيحته، ودعاهم إلى نصرته، فأجابه من أجابه وخالفه من خالفه، لم يخف منهم التكذيب ولا الجحد والحيود، وكان حجة لمن اتبعه وحجة على من عصاه، أفليس يجب على صاحبكم أن يبين لأهل بيته كما بين رسول الله ÷ لأقربائه؟
  فإن قالوا: يخاف منهم أن لا يقبلوا منه، ويكذبوه ويحسدوه.
  يقال لهم: - ويلكم ما أعظم افتراءكم على أهل بيت رسول الله ÷، افتراهم أشر ممن وصفنا من قريش الذين بلغهم رسول الله ÷؟! وتزعمون أن أخيار آل محمد وزهادهم، مثل زيد بن علي بن حسين بن علي، وعمر بن علي بن حسين، وعلي بن علي بن حسين، وحسين بن علي بن حسين، والحسن بن الحسن، وعبدالله بن الحسن بن الحسن، الذي روت الأمة فيه ما روت، وقال محمد بن علي بن حسين: «يكون هذا خير أهل زمانه، يقتل شر أهل زمانه، لقاتله مثل ثلث عذاب أهل النار، ويموت قاتله قبل دخول الحرم»، فلما قام أبو جعفر قال عبدالصمد بن علي: سمعتم