مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[صفة الإمام]

صفحة 547 - الجزء 1

  منه أفاعيل لا يجوز أن تكون في نبي ولا في مؤمن، ونستحيي أن نصفه في كتابنا؟

  ويقال للروافض: هل يكون حجة الله إلا بالغاً؟ كما أن الله لم يبعث محمداً إلا في وقت بلوغه، وكيف يجوز أن يكون حجة لله طفلاً وقد قال الله: «حجة بالغة»⁣(⁣١) فكيف يكون صبي في ثلاث أو أربع حجة؟! ونحن في أمة محمد، وسنتنا سنة الإسلام، وقد قال الله تبارك وتعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}⁣[المائدة: ٤٨]، فمن شرائع محمد أن لا يُصلى خلف طفل، ولا تجوز شهادته، ولا تؤكل ذبيحته، ولا يجوز شراؤه ولا بيعه ولا نكاحه، فكيف يجوز أن يكون إمام المسلمين طفلاً صغيراً؟!

  فإن زعمتم أنه صاحب الأمر في حال طفوليته فإذا بلغ كان حجة.

  يقال لهم: أفلا ترون أنه قد خلت الأرض من حجة؟! ولو جاز أن تخلو الأرض طرفة عين لجاز أن تخلو ألف عام.

  ويقال للروافض: أخبرونا عن أهل بيت رسول الله ÷ أمشركون أو كفار أو مسلمون؟

  فإن زعموا أنهم مسلمون - يقال: فقد أجمع أهل بيت رسول الله ÷ وعلماؤهم بأنكم على غير طريقة الإسلام.

  فإن زعموا بأنهم قد يعلمون الحق ويجحدون حسداً منهم.

  يقال لهم: فنحن نرى منهم أنهم إذا استبان لهم من واحد منهم الفضل والزهد والعلم انقادوا له وأقروا بفضله ونزلوا عند حكمه، فكيف حسدوا صاحبكم ولم يحسدوا ذاك؟! فلو كان الأمر على ما وصفتم أنه لا يمنعهم من الإقرار إلا الحسد


(١) هكذا في الأصول، وليس هناك آية هكذا، وإنما هي: {الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} وهناك آية أخرى: {حكمة بالغة}.اهـ سيدي الفاضل نريد توضيح استدلال الإمام # هنا؟ قد أراد الإمام القاسم # الاستدلال بآية: {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ}⁣[الأنعام: ١٥٠]، وليس في طفل عمره سنة أو ... حجة مقنعة للعقول؛ فالمكلفون لا يفتحون آذان قلوبهم للأطفال، ولا يصغون إليهم، بل يرون الجد معهم في الكلام والمخاطبة منقصة. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).