مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[صفة الإمام]

صفحة 550 - الجزء 1

  أفترى هؤلاء أهل بيت النبي الذين سميناهم في كتابنا ومن لم نسم في كتابنا أجحد من قريش هؤلاء الذين جمعهم رسول الله ÷ الذين وصفنا⁣(⁣١) في كتابنا ما لا تنكرهم الأمة؟! فإن رسول الله ÷ أبدى نصيحته لهم أول الخلق، فكيف تزعمون أن صاحبكم يبدي لكم الحق ويكتمه أهل بيته! عظم افتراؤكم⁣(⁣٢) على أهل بيت رسول الله ÷، ووصفتم فعل صاحبكم مضاداً لكتاب الله وفعل رسول الله، ومن خالف رسول الله فقد خرج من حيز رسول الله ÷ لقول الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}⁣[الأحزاب: ٢١]، وقوله تبارك وتعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ١}⁣[النساء]، فأمر الله بصلة الأرحام، ونهى عن قطيعة الأرحام، أفترون أن صاحبكم وصلكم وقطع رحمه؟! وأي قطيعة أعظم من أن يكتم دين الله، والحق الذي به يتقرب إلى الله، ودينه الذي به يعبد الله، فكتم أرحامه فهلكوا بزعمكم حتى استوجبوا النار لتركهم الحق، فأي قطيعة أعظم من هذا وقد أمر الله أن توصل؟

  ولكن كذبتم وغيرتم وأظهرتم الباطل، فلما أنكر عليكم أهل بيت نبيكم رويتم فيهم ما رويتم كذباً وبهتاناً، وخلاف كتاب الله؛ لأن يصدق باطلكم في زماننا هذا - بأن زعمتم أنه يبين لنا ويكتم غيرنا؛ لأنه يعلم منا أنا لا نذيع سره، لما أعطاه الله من العلم علم الغيب، وتأولتم كتاب الله على غير تأويله، وزعمتم أنهم المتوسمون، لقوله سبحانه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ٧٥}⁣[الحجر]، وقد عرف منا صاحبنا النصيحة ما لم يعرف من غيرنا، وأخبرنا بما نحتاج إليه، وعرفنا نفسه؛ لما علم منا النصيحة والكتمان عليه، وأنا لا نذيع سره، وقد كتمكم إذ علم منكم غير ما علم منا.

  يقال لهم: أوليس قد كذبتم قولكم، وجهلتم صاحبكم؟! إذ زعمتم أنه علم منكم أنكم لا تذيعون سره، أوليس قد ادعيتم وقلتم للناس واحتججتم على من


(١) في (أ، ب): هؤلاء الذين جمعهم رسول الله ÷ أجحد من قريش الذين وصفنا في كتابنا.

(٢) في (أ): فراؤكم.