مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[صفة الإمام]

صفحة 554 - الجزء 1

  وقال الله تبارك وتعالى في الأئمة من أهل بيته: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ}⁣[النساء: ١٣٥]، وقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}⁣[البقرة: ١٤٣]، فبم يكونون شهداء عليهم، بما دعوا الأمة فخالفوهم وعصوهم؟! أو بما لم يدعوهم وجلسوا في بيوتهم؟! أفترى بم يشهدون عليهم يوم القيامة، أبكتمانهم الحق وجلوسهم في منازلهم وإظهارهم التقية، أو في إظهارهم الحق ودعائهم إلى الله، وبيان الحق؟ فأيهم أحق وأولى أن يكون شاهداً في كل زمان مَنْ أظهر وبَيَّن ودعا أو من كتم وأقر؟! وشواهدنا في كتاب الله من دلائل الإمام، قال الله تبارك وتعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}⁣[آل عمران: ١١٠]، فهل شك أحد من خلق الله في زيد بن علي ومن قام مقامه من أهل بيت نبيه ومن مضى من أهل بيته من الأئمة أنهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وجاهدوا في الله حق جهاده علانية غير سر، فيا ويحكم أليس هذه دلائل من كتاب الله؟! ينبغي⁣(⁣١) للعاقل أن يكتفي بها إن شاء الله.

  تم الرد على الروافض، وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي وآله وسلم


(١) في (أ، ب): ما ينبغي.