مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[اعتراض الملحدين على القرآن بما فيه من التكرير والجواب عليهم]

صفحة 50 - الجزء 2

  بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ٢٣}⁣[الزمر]، فكفى بما ذكرنا من⁣(⁣١) هذا كله على ما في التكرير والتثنية والترديد من الهدى والرشاد، فبالله نستعين على شكره في ترديده وتبيينه لبيانه، وما مَنَّ به علينا في ذلك⁣(⁣٢) من إحسانه، فلولا رحمته لخلقه وحكمته في تبيين حقه لما كرَّر فيه [من تنويره]⁣(⁣٣) ولا ردد، ولا وكد في تبيينه بما وكد، ولاكتفى فيه بقليل القول من كثيره، وبجملة التنزيل من تنويره، ولكنه أبى سبحانه لرحمته ولما أراد من إبانة حكمته إلا ترديده وتكريره، وإبانته بذلك وتنويره، فنوَّر منه برحمته أنورَ النور، وأوضحَ أمرَه فيه بأوضح الأمور.

  فتعلموه يا بَنِيَّ وعلِّموه - وفقكم الله لرشد - ما وهبكم الله ومنَّ به عليكم من أهلٍ أو ولدٍ ومن رأيتموه وإن كان في النسب بعيداً إلى الله قاصداً ولله مريداً، فإن في تعليمه وعلمه ودرك فهمه وحكمه النجاةُ⁣(⁣٤) المنجيةُ والفوز، وهو فكنز الله المكنوز، الذي كَنَزه وأخفاه⁣(⁣٥) لمن رضيه واصطفاه، وطواه فواراه عمن هجره وجفاه، فلن يفهمه عن الله إلا مجِدٌّ في علمه مجتهد، ولن يصيب علمه من أهله إلا طالب له مسترشد⁣(⁣٦).


(١) في (د): في هذا.

(٢) «في ذلك» ساقط من (أ).

(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (د).

(٤) في (أ): المنجاة المنجية والكنز.

(٥) «وأخفاه» ساقط من (أ).

(٦) في (أ): ولن يصيب علمه أبداً إلا طالب مسترشد.