مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[اعتراض الملحدين على القرآن بما فيه من التكرير والجواب عليهم]

صفحة 49 - الجزء 2

  أُكْثِرُ عليك من التكرير في قيلي، يا سنون صفوتي وخليلي، لما في الترديد والتكرير للكلام من العون والقوة على الإفهام.

  وفي ذلك ما يقول آخرُ من الحكماء، وفي أوائل⁣(⁣١) من خلا من القدماء: ربما احتيج إلى القول الكثير الطويل في الإبانة عن المعنى اليسير القليل مع من⁣(⁣٢) لا نحصيه منهم في عدده، ممن كان يعرف فضل تكرير القول وتردده⁣(⁣٣)، في ملتمس⁣(⁣٤) الحكمة ومبتغى الرحمة.

  ونحن بعدُ فنقول بما⁣(⁣٥) لا تنكره العقول: إنه إذا كان القليل من البيان بياناً وإحساناً في عينه فالإكثار منه والتكرير أوضح في إحسان المحسن وتبيينه، لا يأبى ذلك ولا ينكره مَن صح⁣(⁣٦) فيه فكره ونظره.

  وفي تبيينه البيان وتكريره في القرآن، وما في⁣(⁣٧) ذلك من المن والإحسان والحجة لله والبرهان - ما يقول سبحانه لرسوله ÷: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ٨٧}⁣[الحجر]، وفي ذلك من البيان ما يقول سبحانه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي


(١) في (أ): أول.

(٢) في (أ): مع ما.

(٣) في (أ): وترديده.

(٤) في (أ): ملتبس.

(٥) في (د): مما.

(٦) في (أ): من أوضح.

(٧) في (د): وما هو في ذلك.