مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[متشابه القرآن وما يظن متشابها وهو محكم]

صفحة 64 - الجزء 2

  ومجادلته، فلما صموا عن إجابته بعد الهدى هاجر إلى الله سبحانه عنهم مجاهداً، وقال: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ٩٩}⁣[الصافات]، سيهدين يريد: يزيدني بمهاجرتي إليه من هداه فيوفقني⁣(⁣١)، فهَدَاه في هجرته سبيله، وجعله بهداه له خليله، فلم يزل مهتدياً، حتى قبضه الله إليه على هداه ورشده رضياً، فأجزل له في الهدى والهجرة الثواب والرحمة، وجعل في ذريته من بعده النبوةَ والكتاب والحكمة، وأعطاه برحمته وفضله اللهُ ربُّ العالمين ما سأله أن يجعل له من⁣(⁣٢) لسانِ صدقٍ في الآخرين، فبقي في الغابرين بالصالحات⁣(⁣٣) ذِكرُه، وآتاه بذلك في الدنيا أجره، كما قال أرحم الراحمين: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ٢٧}⁣[العنكبوت]. فنسأل الله الذي أجزل له في الدنيا والآخرة من الخير⁣(⁣٤) أن يجعلنا له برحمته من صالح الأبناء، وأن يهبنا بطاعتنا له وعبادته شكرَ ما أنعم به علينا من ولادته.

  تم الكتاب بحمد الله العزيز الوهاب، فله الحمد كثيراً، وله الشكر بكرة وأصيلاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


(١) في (د): فيقويني.

(٢) «من» ساقطة من (أ).

(٣) في (أ): فبقي في الآخرين بالصالحين.

(٤) في (أ): من الأجر.