مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة الفلق

صفحة 69 - الجزء 2

  وتأويل {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} فهو: الشيطان الخانس، فهو يخنس عن أعين الناس فلا يرونه، ومعنى يخنس: فهو يغبى فلا يرى، فهو الشيطان عليه لعنة الله، يوسوس بحضوره في الصدور من الذكر والخطرة بالوسوسة والإغواء والفسق والردى، حتى يدخل بحب المعاصي في الصدور، وقد تكون الوسوسة من الفريقين بالمشاهدة والمحاضرة، وقد تكون منهما الوسوسة بالذكر والخطرات الخاطرة، وأي ذلك كان في الصدور بخاطرة تخطر أو حضور فهي وسوسة من شيطان أو إنسان، بما يجول منهما في الصدور والجنان.

تفسير سورة الفلق

  

  وسألته عن قول الله سبحانه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} فقال:

  تأويل أعوذ: هو أستجير، وتأويل الرب فهو: السيد المليك الكبير، وتأويل {الْفَلَقِ}، فهو: الفجر إذا انفلق، وكذلك يقول الناس: انفلق الفجر وبدا، إذا تبين وظهر وأضاء، وفي ذلك وبيانه أشعار كثيرة لا تحصى لشعراء الجاهلية الأولى.

  {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ٢ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ٣ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ٤ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥}، فأمر اللهُ رسولَه ÷ أن يستعيذ به من شر خلقه في النهار كله، وأن يستعيذ به من شر جميع خلقه في ليله، ولا يكون شرٌّ إلا في ليلٍ أو نهارٍ، وإلا بعد غسق أو انفجار.

  والفلق: فأول الفجر وفلوقه، قال لبيد: