مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة الإخلاص

صفحة 72 - الجزء 2

تفسير سورة الإخلاص

  

  سألت أبي | عن قول الله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

  فقال: الأحد: هو الواحد.

  وعن قوله سبحانه: {الصَّمَدُ

  فقال: {الصَّمَدُ}: هو النهاية والمعتمد، الذي ليس وراءه مصمود، ولا سواه إله معمود⁣(⁣١)، {لَمْ يَلِدْ} تبارك وتعالى ولداً؛ فيكون لولده أصلاً ومحتداً، {وَلَمْ يُولَدْ} فيكون حدثاً مولوداً، ويكون والده قبله شيئاً موجوداً، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، والكفؤ: فهو المثل والنظير، والأحد: فهو ما قد تقدم به منَّا البيان والتفسير، فهو الله الأحد الواحد الذي ليس كالآحاد فيكون له ندٌّ في وحدانيته من الأنداد، وأنه هو الأحد الصمد، والنهاية في الخيرات والمعتمد، الذي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى]، يعلم ما في السموات والأرض وهو العليم الخبير.


(١) في المطبوع: معبود.