تفسير سورة النصر
  وهو مَثَلٌ يضرب لمن يحمل كذباً أو زوراً؛ ليلقي به بين الناس عداوة وشروراً.
  وقد قال بعض مَن فسر فيما ذكرنا من امرأة أبي لهب وأمرِها: إن تفسير حملها للحطب إنما كانت تحمل الشوك فتطرحه لرسول الله ÷ في ممره ومسلكه، وقالوا: إن {حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} هو حبل من ليف.
تفسير سورة النصر
  
  وسألته أيضاً | عن قول الله سبحانه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢}؟
  فقال: تأويل {جَاءَ}: هو أتى، وتأويل النصر: هو ما يفعل من الظهور والقهر. والفتح من الله فهو: حكم الله بالإمضاء فيما حكم به وأوجبه من الجزاء، لمن أحسن بإحسانه، ومن عصى بعصيانه، وهو الذي طلب شعيب # ومن آمن معه من الله، فقالوا: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ٨٩}[الأعراف]، يريدون: احكم بيننا وبينهم بالحق يا خير الحاكمين، فاجزهم جزاءهم، وعجل إخزاءهم.
  وتأويل {وَرَأَيْتَ النَّاسَ} فهو: رؤيتهم يدخلون فيما جئت به من الملة والدين. والأفواج من الناس: فهو ما يرى من الجماعات التي تأتي من القبائل والنواحي المختلفات، شبيه بما كان يفد على رسول الله ÷ من وفود القبائل والبلدان، من عقيل وتميم وأهل البحرين وعمان، ومن كل الأمم، فقد كان وفد على رسول الله ÷ وقدم، فآمن بالله جل ثناؤه وبرسوله وأسلم.