تفسير سورة النصر
  {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}، تأويل فسبح: فاخشع واشكر لله حامداً له فيما يرى بعينه من إظهار الله له ولدينه، وصدق وعده في إظهاره على من ناواه، وما أراه من ذلك بنصره له كل من والاه في أيام حياته، وقبل حِمَامِ وفاته.
  وتأويل {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ٣} فأَمْرُه بالاستغفار إذ تَمَّ ما وعده الله من الإظهار، وتأويل التَّواب: فهو العوَّاد بالرحمة، وبالنعمة منه بعد النعمة، وقد ذكر أن رسول الله ÷ لما أنزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إليه، وأُمر فيها بالاستغفار، ورأى ما رأى من الإظهار قال #: «نُعِيتْ إليَّ نفسي، وأُخْبرتُ(١) بعلامات موتي»، فَصَدَّق في ذلك كلِّه نصرُ الله من الله الخبرَ، حين أتاه من الله الفتح والنصر، فتوفي ÷ ظاهراً منصوراً، وقبضه إليه بعد أن جعل ذنبه كله له عنده مغفوراً، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه فيه ÷: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ١ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٢ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ٣}[الفتح].
  فنحمد الله على ما خصَّه في ذلك من نعمائه، ونسأل الله أن يزيده في الدنيا والآخرة من كراماته.
(١) في المخطوط: وأخبرني.