مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة العصر

صفحة 87 - الجزء 2

  وأفضل وأوجه، والله أعلم وأحكم.

  وكان تأويله⁣(⁣١) أنه قسم كما أقسم بالفجر والليالي العشر؛ لفضلهما وقدرهما، وما ذكره الله من أمرهما.

  والعصر والأعصار من النهار فهو بعد الظهر والإظهار، وإذا كان الدهر وقتاً كله كان ما كان منه للصلوات هو أفضله، والأفضل أولى⁣(⁣٢) بالتقدم في القسم وغير القسم.

  وأما تأويل الخسر فهو: النقص في الخير والبر، ومن لم يكن⁣(⁣٣) من الناس في خير ولا بر فهو كما قال الله ø: {لَفِي خُسْرٍ}، وكل الناس فغير مفلح ولا رابح إلا من عمل لله بعمل صالح، كما قال سبحانه: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}. وتأويل الإيمان فترك كبائر العصيان.

  وتأويل {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} فهو: عملهم لله صالحات، وهي أولى الأعمال بهم؛ لما فيها من رضا ربهم، وصلاحهم وصلاح غيرهم.

  وتواصيهم بالحق: تآمرهم⁣(⁣٤) بطاعة الحق. وتواصيهم بما ذكر من الصبر:


(١) في المطبوع والمصابيح: تأويل.

(٢) في المطبوع والمصابيح: هو الأولى.

(٣) في المطبوع والمصابيح: ولم يكن.

(٤) في المطبوع والمصابيح: فهو تآمرهم.