مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة العصر

صفحة 86 - الجزء 2

  طرفي المغلق كله، وليس يأخذ ذلك من الأغلاق كلها غلق، وإنما يغلق كل غلق من الأبواب ما يغلق، إن كان قفلاً فإنما يغلق واسطة الأبواب، وإن كان غير ذلك فإنما يغلق جانبه من كل باب.

  فأما المهج والرصد فيغلق الباب كله، ويستقصى بالغلق⁣(⁣١) آخره وأوله، ولاسيما إذا كان ممتداً ثابتاً، مهجاً كان أو رصداً⁣(⁣٢)، فأبواب جهنم وأغلاقها كلها كالمقامع التي ذكر الله من الحديد لا تبيد، كما مقامع أهلها فيها إذا أرادوا أن يخرجوا منها حديد، كما قال سبحانه: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ٢١}⁣[الحج].

  ألا فسبحان مَن جمع في جهنم ما جمع من أنواع الخزي والضيق للظلمة الملحدين!

  فقيل في يوم البعث لهم جميعاً: {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ}⁣[غافر: ٧٦].

تفسير سورة العصر

  

  وسألته عن قول الله سبحانه: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢

  فالعصر: قد يكون من آخر النهار، ويكون الدهر، فأشبَهُ ذلك - والله أعلم - بالتأويل وما يصح فيه من الأقاويل أن يكون العصر الذي بعد الظهر، لا العصر الذي من الدهر، وإن كان كلُّ ذلك وقتاً، وكان ذلك للوقتين⁣(⁣٣) نعتاً - كان أفضل الأوقات ما كان لصلاةٍ من الصلوات، وكان تأويل القسم به أشبه


(١) في المطبوع والمصابيح: في الغلق.

(٢) في المخطوط: وصد (ظن).

(٣) في المطبوع والمصابيح: لكلا الوقتين.