مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة الزلزلة

صفحة 93 - الجزء 2

  وتأويل: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ} من حاله وعدوانه {لَشَهِيدٌ}: لربه بنعمته وإحسانه، بما يرى عليه من النعمة والإحسان، وما بيَّن فيه من حسن الصنع والإتقان.

  وتأويل {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ٨}، فهو: أنه لمحب للخير مريد، لا يضعف فيه ضعفه في غيره من طاعة الله ودينه وأمره، وكفى بذلك فيه شراً، ومنه لربه فيه كفراً، {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ٩} من عظام الموتى، {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ١٠} مما يبطن اليوم من غير الله ويخفى، وما سيظهر حين يحاسب كل امرئ ويجزى، {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ١١} يومئذٍ يوم البعثرة والتحصيل، {لَخَبِيرٌ}، لا يخفى عليه منهم يومئذٍ خيِّرٌ ولا شرِّير، وكما لا يخفى عليه اليوم من أعمالهم صغير ولا كبير.

تفسير سورة الزلزلة

  

  وسألت أبي ~ عن قول الله سبحانه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ١ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ٢}: فتأويل زلزالها هو ما ينزل بها وبأهلها من أمر الساعة وأهوالها، وفي ذلك ما قلنا به من بيانه ما يقول الله سبحانه في يوم الساعة وأهواله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١}⁣[الحج]، ومن بيان ما قلنا به في الزلزلة من القول وأنه من الشدائد والهول قولُ رب العالمين عند نزول الشدة والهول في يوم الأحزاب بالمؤمنين: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ