تفسير سورة الشرح
  قال سبحانه له ÷: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ١ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٢ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ٣}[الفتح].
  وتأويل {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤} فهو: رفعه لذكره بما أبقى في الغابرين إلى فناء الدنيا من أمره وقدره، ومن ذلك النداء في كل صلاة باسمه، وما جعل من [الشرف به لقومه، فضلاً عما مَنَّ به على ذريته وولده، ومن يشركه في الأقرب من](١) نسبه ومحتده، فنحمد الله الذي رفع ذكره وشرَّف أمره.
  ثم أخبر سبحانه في السورة نفسها من أخبار غيوبه خبراً مكرراً، فقال تبارك وتعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦}، فبشَّرَهُ بأن له مع عسره يسراً في دنياه، وأن له مع ذلك يسراً لا يفنى في آخرته.
  ثم أمره سبحانه إذا هو فرغ من أشغاله، ومما يقاسي في هذه الدنيا من عسر أحواله، فقال ø: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ٧ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ٨}، والنَّصَبُ: فهو الاجتهاد، والجد والاحتفاد، كما يقال: اللهم لك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد.
  فذُكِر أنه لما أنزل الله على رسوله ما أنزل في هذه السورة من آياته فعَبَدَ رسولُ الله حتى عاد كالشن البالي في عبادته؛ شكراً لله وحمداً، وتذللاً وتعبداً.
(١) ما بين المعقوفين من المصابيح.