تفسير سورة الليل
  قرره، فقال تبارك وتعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١}، تأويل {فَحَدِّثْ} فهو: فخَبِّر، وانشر ذلك واذكره وكثِّر، فكان بمَنِّ الله لما ذُكِّرَ به من ذلك ذاكراً، ولنعم الله فيها كلها شاكراً.
تفسير سورة الليل
  
  وسألته رحمة الله عليه عن تفسير: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ٢ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ٣}؟
  فقال: {وَاللَّيْلِ} وغشيانه فهو: ظهوره وإتيانه، وتجلي النهار فظهور شمسه(١) على وحشه وإنسه، وبظهوره وتجليه يعيش أهل الأرض فيه، ويتحركون وينتشرون، ويقبلون ويدبرون، كما قال الله سبحانه: {وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ٤٧}[الفرقان]، فجعله برحمته لخلقه ضياء ونوراً؛ ليبتغوا فيه كما قال سبحانه من فضله وبمنته(٢) على أهله: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٧٣}[القصص]، فكفى بما في الليل والنهار من الدلالة على الله دليلاً لقوم يتفكرون.
  وتأويل {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ٣} فهو: وما خلق به كل ذكر وأنثى من الأزواج المختلفة الشَّتَّى، أزواج الإنس والبهائم والأشجار، وكل ما خلقه زوجاً من الأصول والثمار، فأقسم بما خلق به جميع خليقته من قدرته وحكمته
(١) في المطبوع والمصابيح: فهو ظهور.
(٢) في المطبوع والمصابيح: ولمنته.